المدونات الالكترونية العربية الأرشيفية:

الأرشيف

مقدمة :
شهد مسار الاتصال تطورا سريعا بفضل التقنيات او وسائل التكنولوجية فبعد ان انطلق الاتصال في المرحلة الاولى ، تطور الى الكتابة فالطباعة ازدهرت الصحف ، وحققت المجتمعات الانسانية انجازات عظيمة  اثبت قدرة العقل البشري  على الانتاج والابتكار وعرفت الوسائل التكنولوجية تطورا رهيبا في منتصف القرن العشرين مع ضهور الراديو والتلفزيون والبث المباشر وانفجار الكمبيوتر وضهور شبكة الانترنت كمعجزة اعلامية اخدة لنفسها مكانا ودورا في المجتمعات الانسانية واثبتت هذه الوسائل تفوق الانسان على نفسه ، حتا غدا هدى العصر يسمى بعصر الاتصال الالكتروني.

من اهم هذه الوسائل التكنولوجية المعاصرة "شبكة الانترنت" التي تعتبر وسيلة اتصالية واعلامية اصبحت تفرض نفسها في الواقع المعايش بحيث يتجاوز الحديث عنها اليوم من نشأتها وماهياتها الى خدماتها العظيمة وفي مختلف المجالات ، فلقد اصبحت الانترنت تنتج خيوطها المتينة كالعنكبوت ويجعل العلم تحت اصابع الناس. ويعتبر الزمن المعاصر مميزا من حيث اقبال الجماهير على استخدام وسائل الاعلام والاتصال الالكتروني التي اختصرت المكان والزمان.
مع حدوث الثورة الخامسة من ثورات الاعلام والاتصال الحديثة التي منحت للجمهور المزيد من الفاعلية والتفاعل مع الرسائل الاتصالية ، حال مفهوم الجمهور مع موعد اخر مع التغيير. فثورة الاقمار الاصطناعية والهاتف والانترنت جعلت الفرد لا يكتفي فقد بالأخبار بين الرسائل المعروضة عليه بل اصبح قدر على صنع الرسالة ليتحول من متلقي الى مرسل وبمجيئ الجيل الثاني وعلى راسه "المدونات". أصبح للمواطن الفرد القدرة على ان يكون اعلاميا بمجرد انشائه لمدونته الخاصة التي يتضمنها ما يشاء من معلومات وافكار واراء واصبحت له فرصة في ان يتفاعل مع  الالاف بل الملايين من البشر ممن يتصلون عبر شبكة الانترنت ويخاطبهم حينما يشاء ومتى يشاء وفي شتا المواضيع المختلفة.
فالمدونات مثلا استطاعوا في مدة زمنية قصيرة ان نتحدث ردود فعل عديدة على المستويين الرسمي والشعبي، وان تثير جدلا مستمرا بين المعنيين بها من سياسيين واعلاميين واكاديميين وحتى من طرف المستخدم الفرد الانترنت ، لما عرفته عليها وما اتته استخدمها من اثار على مسار المعلومة ونوعها وسرعة انتشارها وصانعيها ، قادتها لتحدت ثورة حقيقة في مجال الاعلام وتعطي صورة جديدة الاتصال الانساني عبر الانترنت.
من هنا وفي ضوء قلة الدراسات الجزائرية ، حول هذه الظاهرة الاتصالية جديدة التي تلقي بضلالها على المجتمع الجزائري كغيره من المجتمعات المعاصرة ‚جاءت الضرورة لدراسة ظاهرة المدونات وخاصة منها المدونات الارشيفية، من خلال رصد خصائصها الاتصالية واستخداماتها المتعددة وتحليلاتها وواقعها في الدول العربية بالاعتماد على دراسة تقييمية للمدونات الارشيفية في العالم العربي ومعرفة دوافعهم الاستخدام هذه الوسيلة ومختلف المجالات التي يطرحونها ووجهات  نضرهم حول التدوين الارشيفي في الدول العربية .
المرجع:كتاب الاعلام الجديد (شبكات التواصل الالجتماعي) للكاتب {علي خليل شقرة}

تعليقات